التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٥٦٧
من غنائم حنين في المؤلفة قلوبهم دون المقاتلة حتى وقع من نفر من الأنصار في ذلك ما وقع، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله اما ترضون ان يرجع الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله، فرضوا وسلموا لله ورسوله في قصة مشهورة، قوله تعالى:
(ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون (11) لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الادبار ثم لا ينصرون (12) لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون (13) لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون (14) كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم) (15) خمس آيات قرأ ابن كثير وأبو عمرو " من وراء جدار " على التوحيد. الباقون " جدر " على الجمع.
لما وصف الله تعالى المهاجرين الذين هاجروا من مكة وما لهم من الفضل، وذكر الأنصار ومالهم من جزيل الثواب، وذكر التابعين باحسان وما يستحقونه من النعيم في الجنان، ذكر المنافقين وما يستحقونه وما هم عليه من الأوصاف. فقال
(٥٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 562 563 564 565 566 567 568 569 570 571 572 ... » »»
الفهرست