ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم (19) إعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتريه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) (20) خمس آيات بلا خلاف.
قرأ (وما نزل من الحق) بتخفيف الزاي نافع وحفص عن عاصم، لأنه يقع على القليل والكثير، ويكون النزول مضافا إلى الحق. الباقون بالتشديد بمعنى أن الله هو الذي نزل الحق شيئا بعد شئ. وقرأ ابن كثير وأبو بكر عن عاصم وابن زيد (المصدقين والمصدقات) بتخفيف الصاد يذهبون إلى التصديق الذي هو خلاف التكذيب، ومعناه إن المؤمنين والمؤمنات. الباقون - بتشديد الصاد - يذهبون أن الأصل المتصدقين، فأدغمت التاء في الصاد لتقارب مخرجهما وشدد.
ومعنى قوله (ألم يأن) ألم يحن (للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله) أي تخضع لسماع ذكر الله ويخافون عقابه، وينبغي أن يكون هذا متوجها إلى طائفة مخصوصة لم يكن فيهم الخشوع التام حثوا على الرقة والرحمة. وأما من كان ممن وصفه الله بالخشوع والرحمة والرقة فطبقة فوق هؤلاء المؤمنين، ويقال أنى يأني أنا إذا حان، ومنه قوله (غير ناظرين إناه) (2) أي منتهاه. والخشوع لين القلب