التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٥٣٢
للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز) (25) خمس آيات بلا خلاف.
قرأ أبو عمرو " بما أتاكم " مقصور يعني بما جاءكم. الباقون بالمد يعني بما أعطاكم وقرأ أهل المدينة وأهل الشام " فان الله الغني الحميد " بلا فصل لأنهم وجدوا في مصاحفهم كذلك، والباقون بأثبات (هو) وكذلك هو في مصاحفهم فمن اسقط (هو) جعل (الغني) خبر (ان) و (الحميد) نعته ومن زاد (هو) احتمل شيئين:
أحدهما - ان يجعل (هو) عمادا أو صلة زائدة.
والثاني - أن يجعله ابتداء، و (الغني) خبره، والجملة في موضع خبر (إن) مثل قوله " ان شانئك هو الأبتر " (1) يقول الله تعالى آمرا للعقلاء المكلفين وحاثا لهم على الطاعات " سابقوا إلى مغفرة من ربكم " والمسابقة طلب العامل التقدم في عمله قبل عمل غيره بالاجتهاد فيه فعلى كل مكلف الاجتهاد في تقديم طاعة الله على كل عمل كما يجتهد المسابق لغيره والمسابقة إلى المغفرة بأن يتركوا المعاصي ويفعلوا الطاعات وقوله " وجنة " معناه سابقوا إلى جنة أي إلى استحقاق ثواب جنة " عرضها كعرض السماء والأرض " في السعة. وقال الحسن: ان الله تعالى يفني الجنة ويعيدها على ما وصفه في طولها وعرضها، فبذلك صح وصفها بأن عرضها كعرض السماء والأرض. وقال غيره إن الله تعالى قال " عرضها كعرض السماء " الدنيا " والأرض " والجنة المخلوقة في السماء السابعة فلا تنافي بين ذلك، وإذا كان العرض بهذه السعة فالطول أكثر منه أو مثله.
قوله " أعدت " اشتقاقه من العدد والاعداد، وضع الشئ لما يكون في

(1) سورة 108 الكوثر آية 3
(٥٣٢)
مفاتيح البحث: الشام (1)، الوسعة (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 527 528 529 530 531 532 533 534 535 536 537 ... » »»
الفهرست