التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٣٧٣
كما جازت الإضافة، وليس كذلك عشرون درهما، وجاز ان يفسر في الخبر بالواحد وبالجمع: والقرن المقدار من الزمان الذي يقترون بالبقاء فيه أهله على مجرى العادة. وقال قوم: هو مئة وعشرون سنة. وقيل: ثمانون سنة وقال آخرون:
هو سبعون سنة. وقال قوم: أربعون سنة. وقيل ثلاثون سنة. وقيل: عشر سنين " هم أشد منهم بطشا " أي الذين أهلكناهم مثل هؤلاء الكفار كانوا أشد قوة من هؤلاء وأكثر عدة كقوم عاد وغيرهم فلم يتعذر علينا ذلك، فما الذي يؤمن هؤلاء من مثل ذلك.
وقوله (فنقبوا في البلاد) أي فتحوا مسالك في البلاد بشدة بطشهم فالتنقيب التفتيح بما يصلح للسلوك من نقض البنية، ومنه النقب الفتح الذي يصلح للمسلك وقد يفتح الله على العباد في الرزق بأن يوسع عليهم في رزقهم، ولا يصلح فيه النقب. وكل نقب فتح. وليس كل فتح نقبا، فالنقب نقض موضع بما يصلح للسلوك. وقال مجاهد: نقبوا في البلاد أي ضربوا في الأرض ضرب جاعل المسالك بالنقب، قال امرؤ القيس:
لقد نقبت في الآفاق حتى * رضيت من الغنيمة بالآياب (1) وقوله (هل من محيص) أي هل من محيد، وهو الذهاب في ناحية عن الامر للهرب منه، حاص يحيص حيصا فهو حايص مثل حاد يحيد حيدا فهو حايد والمعنى إن أولئك الكفار الذي وصفهم بشدة البطش لما نزل بهم عذاب الله لم يكن لهم مهرب ولا محيص عنه. وقيل هل من محيد من الموت، ومنجا من الهلاك.
قال الزجاج: هؤلاء الكفار طوفوا في البلاد، فلم يجدوا مخلصا من الموت.
وقوله (إن في ذلك لذكرى) يعني في ما أخبرته وقصصته لك لذكرى أي

(١) ديوانه ٤٨ ومجاز القرآن 2 / 224 الشاهد 836
(٣٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 ... » »»
الفهرست