التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٢٨٢
قوله تعالى:
(ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شئ إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن (26) ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون (27) فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون (28) وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين (29) قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم) (30) خمس آيات بلا خلاف.
يقول الله تعالى على وجه القسم في خبره أنه مكن هؤلاء الكفار الذين اخبر عنهم بأنه أهلكهم انه مكنهم من الطاعات ومن جميع ما أمرهم به من أنه جعلهم قادرين متمكنين بنصب الدلالة على توحيده، ومكنهم من النظر فيها، ورغبهم في ذلك بما ضمن لهم من الثواب وزجرهم عما يستحق به العقاب، ولطف لهم وأزاح عللهم في جميع ذلك، لان التمكين عبارة عن فعل جميع مالا يتم الفعل إلا معه، ثم قال " وجعلنا لهم سمعا " يسمعون به الأدلة " وأبصارا " يشاهدون بها الآيات " وأفئدة " يفكرون بها ويعتبرون بالنظر فيها " فما اغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم
(٢٨٢)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»
الفهرست