التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٩ - الصفحة ٢٨٤
يفترون " أي كذبهم الذي كذبوه، والذي كانوا يفترونه، ويخترعونه.
ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله واذكر يا محمد " إذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه " يعني القرآن أو النبي " قالوا " بعضهم لبعض " انصتوا فلما قضي " أي حين فرغ من تلاوته " ولوا إلى قومهم منذرين " لهم مخوفين من معاصي الله. وقال قوم: إن الله تعالى أمر نبيه ان يقرأ القرآن على الجن، وأمره بأن يدعوهم إلى عبادته. وقال قوم: هم يسمعون من قبل نفوسهم لقراءة القرآن فلما رجعوا " قالوا " لقومهم " يا قومنا إنا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه " يعني التوراة " يهدي إلى الحق " أي يرشد إليه " ويهدي إلى طريق مستقيم " من توحيد الله ومعرفة نبيه المؤدي إلى الجنة. وقال ابن عباس وسعيد ابن جبير: صرفوا إليه بالرجم بالشهب، فقالوا عند ذلك إن هذا الامر كبير.
وقال قتادة: صرفوا إليه من جهة. وفي رواية عن ابن عباس من نصيبين. وقيل:
ان نصيبين من أرض اليمن. وقال رزين بن حبيش: كانوا تسعة نفر، وقال ابن عباس: كانوا سبعة نفر. وقال قوم: صرفوا إليه بالتوفيق.
قوله تعالى:
(يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم (31) ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين (32) أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»
الفهرست