التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ١٦٧
الحياة الدنيا ثم هو يوم القيمة من المحضرين (61) ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون (62) قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون (63) وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون (64) ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين) * (65) خمس آيات بلا خلاف.
يقول الله تعالى منبها لخلقه على عظيم ما أنعم به عليهم ورغبهم فيه من ثواب الجنة " أفمن وعدناه وعدا حسنا " يعني من ثواب الجنة جزاء على طاعاته يكون بمنزلة من متعناه متاع الحيا الدنيا؟! وقال السدي المعني بقوله " أفمن وعدناه " حمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب عليه السلام وعدهما الله الجنة.
وقيل: النصر في الدنيا والجنة في الآخرة - ذكره الضحاك ومجاهد - " كمن متعناه متاع الحياة الدنيا " يعني به أبا جهل " ثم هو يوم القيامة من المحضرين " في النار. وقيل للجزاء. وقيل: نزلت في النبي صلى الله عليه وآله وأبي جهل والمتعة هي المنفعة. وقد فرق بينهما بأن المتعة منفعة توجب الالتذاذ في الحال، والنفع قد يكون بألم يؤدي إلى لذة في العاقبة، فكل متعة منفعة، وليس كل منفعة متعة. والمتاع على وجهين:
أحدهما - كالأدوات التي يتمتع بها من نحو الفرس، والأثاث والثياب وغيرها
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست