التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٩٢
يوصل الخير العظيم من جهته، فلما رأت آثار ذلك في كتاب سليمان وصفته بأنه كريم. وقيل: أرادت ب‍ (كريم) انه من كريم يطيعه الإنس والجن والطير.
والهاء في قوله " انه من سليمان " كناية عن الكتاب، والهاء في قوله " وإنه بسم الله الرحمن الرحيم " كناية عما في الكتاب. وقيل: إنه كان مختوما، فلذلك وصفته بأنه كريم.
وقوله " بسم الله الرحمن الرحيم " حكاية ما قالته على المعنى باللغة العربية، وإن كانت لم تقل هي بهذا اللفظ، والحكاية على ثلاثة أوجه: حكاية على المعنى فقط، وحكاية على اللفظ فقط من غير أن يعلم معناه. وحكاية على اللفظ والمعنى وهو الأصل في الحكاية التي لا يجوز العدول عنها إلا بقرينة. وموضع " ان لا تعلوا " يجوز أن يكون رفعا بالبدل من (كتاب) ويحتمل النصب على معنى بأن لا تعلوا. والعلو على الشئ طلب القهر له بما يكون به بحسب سلطانه " لا تعلوا علي " أي لا تطلبوا تلك الحال، فإنكم لا تنالونها مني، * (وأتوني مسلمين) * يحتمل وجهين:
أحدهما - واتوني مؤمنين بالله ورسوله.
الثاني - مستسلمين لامري فيما أدعوكم إليه فاني لا أدعو إلا إلى الحق.
قوله تعالى:
* (قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون (32) قالوا نحن أولوا قوة وأولوا باس شديد * والامر إليك فانظري ماذا تأمرين (33) قالت إن الملوك إذا
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست