التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٧ - الصفحة ٣٦٨
الذين أغووهم، وقالوا أيضا ليست الحياة " إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين " أي لسنا نبعث يوم القيامة على ما يقول هذا المدعي للنبوة من قبل الله.
ومعنى " نموت ونحيا " أي يموت منا قوم ويحيا قوم، لأنهم لم يكونوا يقرون بالنشأة الثانية، فلذلك قالوه على هذا الوجه، وشبهتهم في انكار البعث طول المدة في القرون الخالية، فظنوا أنه ابدا على تلك الصفة، وهذا أبلغ، لأنه إذا اقتضت الحكمة طول المدة لما في ذلك من المصلحة للمكلفين، فلا بد منه، لان الحكيم لا يخالف مقتضى الحكمة، فقال النبي المرسل عند ذلك يا " رب انصرني بما كذبون " أي أهلك هؤلاء جزاء على تكذيبي ونصرة لي، ومعونة على صحة قولي. فقال الله تعالى له " عما قليل " أي عن قليل و (ما) زائدة " ليصبحن " هؤلاء القوم " نادمين " على ما فعلوه من تكذيب الرسل، وجحد وحدانية الله، والاشراك مع الله في عبادته غيره واللام في قوله " ليصبحن " لام القسم يجوز أن يقدم ما بعدها عليها وتقدير الكلام: ليصبحن هؤلاء نادمين عن قليل.
قوله تعالى:
(فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين (41) ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين (42) ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون (43) ثم أرسلنا رسلنا تترا كلما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون (44) ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون (45) بآياتنا وسلطان مبين (46) إلى فرعون وملائه فاستكبروا وكانوا قوما
(٣٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 ... » »»
الفهرست