التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٤٨٥
وما آمن معه إلا قليل (40) آية قرأ حفص " من كل زوجين " بتنوين في اللام هنا، وفي المؤمنون. وقال أبو الحسن: يقال للاثنين هما زوجان، قال الله تعالى " ومن كل شئ خلقنا زوجين " (1) يقال للمرأة زوج، وللرجل زوجها، قال الله تعالى " وخلق منها زوجها " (2) وقال " امسك عليك زوجك " (3) وقال بعضهم زوجة، قال الأخطل:
زوجة أشمط مرهوب بوادره * قد صار في رأسه التخويص والنزع (4) وقال أبو الحسن: يقال للاثنين هما زوج. قال أبو علي الفارسي: يدل على أن الزوج يقع للواحد، قوله " ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين " إلى قوله " ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين " (5) وقال الكسائي أكثر كلام العرب بالهاء. وقال القاسم بن معن أنه سمعها من العرب من أسد شنوءة، وليس في القرآن بالهاء، وهو أفصح من اثباتها عند البصريين. ومن قرأ بالإضافة كان قوله " اثنين " مفعول الحمل. والمعنى احمل من الأزواج إذا كانت اثنين اثنين زوجين، فالزوجان من قوله " من كل زوجين " يريد بهما الشياع، ولا يراد به الناقص من الاثنين، ومنه قول الشاعر:
فمالك بالامر الذي لا تستطيع بدارا ومن نون حذف المضاف من (كل) والمعنى من كل شئ أو من كل زوج زوجين اثنين، فيكون اثنين على أنه صفة لزوجين، وذكر تأكيدا كما قال " الهين اثنين " (6).

(1) سورة 51 الذاريات آية 49 (2) سورة 4 النساء آية 1 (3) سورة 33 الأحزاب آية 37 (4) ديوانه 69 واللسان (خوص) الشمط:
البياض من السواد، وإذا بدا في رأسه البياض قيل: خوصه الشيب. والنزع: الصلع (5) سورة 6 الانعام آية 143 - 144 (6) سورة 16 النحل آية 51
(٤٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 ... » »»
الفهرست