التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٤٠٨
قوله تعالى:
واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم أقضوا إلي ولا تنظرون (71) آية.
قرأ نافع في رواية الأصمعي عنه " فاجمعوا " من جمع. الباقون بقطع الهمزة وقرأ يعقوب " وشركاؤكم " بالرفع. الباقون بالنصب. قال أبو علي: ما رواه الأصمعي عن نافع من وصل الهمزة من جمعت، والأكثر في الامر يقال أجمعت. كقوله " وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم " (1) وكما قال الشاعر:
(يا ليت شعري والمنى لا تنفع) هل أغدون يوما وأمري مجمع (2) اي معد ويمكن أن يكون المراد، واجمعوا ذوي الامر منكم أي رؤساءكم ووجوهكم، كما قال " وأولي الأمر منهم " (3) فحذف المضاف وأجرى على المضاف إليه ما كان يجري على المضاف لو ثبت. ويجوز أن يكون جعل الامر ما كانوا يجمعونه من كيدهم ثم الذين يكيدونه به، فيكون بمنزلة قوله " فاجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا " على أن أبا الحسن يزعم أن وصل الألف في " واجمعوا أمركم وشركاءكم " أكثر في كلام العرب. قال " وإنما يقطعون الهمزة إذا قالوا أجمعوا على كذا وكذا، قال: والقراءة بالقطع غريبة. ومن وصل الهمزة حمل الشركاء على هذا الفعل الظاهر لأنك جمعت الشركاء وجمعت القوم، وعلى هذا

(1) سورة 12 يوسف آية 102 (2) تفسير الطبري 11 / 90 والقرطبي 8 / 362 (3) سورة 4 النساء آية 82
(٤٠٨)
مفاتيح البحث: كتاب تفسير الطبري (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 ... » »»
الفهرست