التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٤١٣
وهي صفة ذم. واصل الاجرام القطع يقال: جرم التمر يجرمه جرما فهو جارم والجمع جرام إذا صرمه، وزمن الجرام زمن الصرام. وتجرمت السنة إذا انصرمت. وفلان جريمة أهله اي كاسبهم. وقوله " لا جرم ان لهم النار " (1) اي لابد لهم النار قطعا قال الشاعر:
ولقد طعنت أبا عيينة طعنة * جرمت فزارة بعدها ان يغضبوا (2) اي حملتهم على الغضب بقطعها إياهم. وانجرم الجسيم، والجرم الصوت، والجرم الذنب. ووزن (موسى) مفعل وهو محمول على قياس العربية فزيادة الميم أولا أكثر من زيادة الألف أخيرا وكذلك زيادة همزة الفعل في افعل لهذه العلة.
قوله تعالى:
فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا إن هذا لسحر مبين (76) آية أخبر الله تعالى عن قوم فرعون الذين ذكرهم وأخبر عنهم بالاستكبار انهم قالوا مع ذلك حين جاءهم الحق عند الله: ان هذا الذي اتى به موسى من المعجزات والبراهين سحر ظاهر. و (لما) تدل على ما مضى ولابد لها من الجواب و (إذ) لما مضى وتستغني عن الجواب كقولك: مضى إليه إذ قدم اي يوم قدم.
(وإذا) تكون للمستقبل كحرف الجزاء. والحق معنى معتقده على ما هو به، وهو ما أتت به الرسل من البيان والبرهان عن الله تعالى. والسحر ايهام المعجزة على طريق الحيلة، ويشبه به البيان في خفاء السبب قال الشاعر:
وحديثها السحر الحلال لو أنه * لم يجن قتل المسلم المتحرز والساحر الذي يعتقد صحة سحره كافر، لأنه لا يمكنه مع ذلك معرفة النبوة فإن كان يمخرق بالسحر ويعلم انه باطل لم يكفر ولم يطلق عليه صفة ساحر.

(1) سورة 16 النحل آية 62 (2) مر تخريجه في 3 / 423
(٤١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 ... » »»
الفهرست