التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٤٠٢
عن محارم الله وزهدوا في عاجل زهرة الدنيا، ورغبوا فيما عند الله واكتسبوا الطيب من رزق الله لمعايشهم لا يريدون به التفاخر والتكاثر. ثم انفقوه فيما يلزمهم من حقوق واجبة، فأولئك الذين يبارك الله لهم فيما اكتسبوا ويثابون على ما قدموا منه لاخرتهم.
قوله تعالى:
الذين آمنوا وكانوا يتقون (63) آية.
يحتمل موضع (الذين) ثلاثة أوجه من الاعراب: أحدها - أن يكون نصبا بأن يكون صفة للأولياء. والثاني - أن يكون رفعا على المدح. والثالث - أن يكون رفعا بالابتداء، وخبره " لهم البشرى ".
اخبر الله تعالى ان الذين آمنوا هم الذين يصدقون بالله ويعترفون بوحدانيته وهم مع ذلك يتقون معاصيه. والفرق بين الايمان والتقوى ان التقوى مضمن باتقاء المعاصي مع منازعة النفس إليها. والايمان من الامن بالعمل من عائد الضرر.
والفرق بين الايمان بالله والطاعة له ان الطاعة من الانطياع بجاذب الامر والإرادة المرغبة في الفعل. والايمان هو الامن المنافي لانزعاج القلب. وقوله " يتقون " فالاتقاء أصله من (وقيت) فقلبت الواو، وأدغمت في تاء الافتعال كما قلبت في اتجاه وتراث.
قوله تعالى:
لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم (64) آية ذكر الله تعالى ان الذين وصفهم في الآية الأولى من أنهم مؤمنون بالله ويتقون معاصيه " لهم البشرى " وهي الخبر بما يظهر سروره في بشرة الوجه. والبشرى
(٤٠٢)
مفاتيح البحث: الضرر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 ... » »»
الفهرست