التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٣٦١
به، ومنه قوله " وأحبط بثمره " (1) أي أهلكت.
قوله تعالى:
فلما أنجيهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون (23) آية قرأ حفص " متاع الحياة " بنصب العين. الباقون بالرفع. من رفع يحتمل أمرين: أحدهما - أن يكون رفعا بأنه خبر المبتدأ والمبتدأ قوله " بغيكم " الثاني - أن يكون بغيكم مبتدأ، وقوله " على أنفسكم " خبره. ورفع متاع على تقدير ذلك متاع الحياة الدنيا. ومن نصب فعلى المصدر. قال أبو علي الفارسي " على أنفسكم " يحتمل أن يكون متعلقا بالمصدر، لان فعله متعد بهذا الحرف كما قال " بغى بعضنا على بعض " (2) وقال " ثم بغي عليه لينصرنه الله " (3) فإذا جعلت الجار من صلة المصدر كان الخبر متاع الحياة الدنيا والمعنى بغي بعضكم على بعض متاعا في الحياة الدنيا. ويجوز ان تجعله متعلقا بمحذوف، ولا تجعله من صلة المصدر، وفيه ذكر يعود إلى المصدر. والتقدير إنما بغي بعضكم على بعض عائد على أنفسكم، فعلى هذا يتعلق بالمحذوف دون المصدر المبتدأ وهو في المعنى كقوله " ولا يحيق المكر السئ الا بأهله " (4) وقوله " فمن نكث فإنما ينكث على نفسه " (5) فإذا رفعت متاع الحياة على هذا كان خبر مبتدأ محذوف كأنك قلت: ذاك متاع الحياة الدنيا أو هو متاع. ومن نصب احتمل وجهين:

(1) سورة 18 الكهف آية 43 (2) سورة 38 ص آية 22 (3) سورة 22 الحج آية 60 (4) سورة 35 فاطر آية 43 (5) سورة 48 الفتح آية 10
(٣٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 ... » »»
الفهرست