التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٢٥٤
تعالى فقال " إن المنافقين " الذين يخادعون المؤمنين باظهار الايمان مع ابطانهم الكفر " هم الفاسقون " الخارجون عن الايمان بالله وبرسوله وعن طاعاته.
قوله تعالى:
وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم (69) آية.
اخبر الله تعالى بأنه " وعد المنافقين والمنافقات " الذين يظهرون الاسلام ويبطنون الكفر " نار جهنم " يعاقبون فيها أبد الآبدين وكذلك الكفار الذين يتولونهم، وهم على ظاهر الكفر. فلذلك أفردهم بالذكر ليعلم أن الفريقين معا يتناولهم الوعيد وتقول: وعدته بالشر وعيدا ووعدته بالخير وعدا وأوعدته إيعادا وتوعدته توعدا في الشر لا بالخير، وواعدته مواعدة، وتواعدوا تواعدا وقوله " هي حسبهم " يعني نار جهنم والعقاب فيها كافيهم، ولعنهم الله يعني أبعدهم الله من جنته وخيره " ولهم " مع ذلك " عذاب مقيم " ومعناه دائم لا يزول وقيل معنى " هي حسبهم " أي هي كفاية ذنوبهم، ووفاء لجزاء عملهم. واللعن الابعاد من الرحمة عقابا على المعصية، ولذلك لا يقال لعن البهيمة كما لا يدعا لها بالعفو قوله تعالى:
كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون (70) آية.
(٢٥٤)
مفاتيح البحث: النفاق (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»
الفهرست