التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٢٣١
قال الشاعر:
أرانا موضعين لامر غيب * ونسحر بالطعام وبالشراب (1) وقال آخر:
يا ليتني فيها جذع * أخب فيها وأضع (2) وربما قالوا للراكب: وضع بغير الف، ومنه وضعت الناقة تضع وضعا، وأوضعتها إيضاعا. ومعنى الايضاع هاهنا إسراعهم في الدخول بينهم للتضريب بنقل الكلام على وجه التخويف. قال الحسن: معناه مشوا بينكم بالنميمة، لافساد ذات بينكم. وقوله " وفيكم سماعون لهم " قيل في معناه قولان:
أحدهما - قال قتادة وابن إسحاق: فيكم القابلون منهم عند سماع قولهم، وقوله " إلا خبالا " استثناء منقطع وتقديره ما زادوكم قوة ولكن طلبوا لكم الخبال ويحتمل أن يكون المعنى إنهم على خبال في الرأي فيعقده حتى يصير خبالا فعلى هذا يكون الاستثناء متصلا.
الثاني - قال مجاهد وابن زيد: لهم عيون منهم ينقلون أخباركم إلى المشركين.
وقوله " يبغونكم الفتنة " معناه يطلبون لكم المحنة باختلاف الكلمة والفرقة.
قال الحسن: يبغونكم أن تكونوا مشركين. وأصل الفتنة إخراج خبث الذهب بالنار، تقول: بغيتك كذا بمعني بغيت لك ومثله جلبتك وجلبت لك و " خلالكم " أي بينكم مشتق من التخلل، وهي الفرج تكون بين القوم في الصفوف وغيرها، ومنه قول النبي صلى الله عليه وآله تراصوا في الصفوف لا يتخللكم أولاد الخذف.
وقوله: " والله عليم بالظالمين " معناه - هاهنا - عالم بمن يستأذن

(1) مر تخريجه في 1 / 372 (2) قائله دريد بن الصمة قاله يوم حنين: اللسان (وضع) وسيرة ابن هشام 4 / 82 وتفسير الطبري 14 / 278
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»
الفهرست