قوله تعالى:
أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين (20) آية.
خاطب الله تعالى بهذه الآية قوما جعلوا القيام بسقي الحجيج وعمارة المسجد الحرام من الكفار مع مقاومهم على الكفر مساويا أو أفضل من ايمان من آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله، فأخبر تعالى انهما لا يستويان عند الله في الفضل لان الذي آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله أفضل ممن يسقي الحجيج ولم يفعل ذلك. وفي الآية حذف أحد أمرين: أحدهما - أن يكون تقديره كايمان من آمن بالله وأقام الاسم مقام المصدر، لان أصل السقاية مصدر كما قال الشاعر:
لعمرك ما الفتيان ان تنبت اللحى * ولكنما الفتيان كل فتى ندى (1) اي فتيان نبات. والسقاية آلة تتخذ لسقي الماء. وقيل كانوا يسقون الحجيج الماء والشراب. وبيت البئر سقاية أيضا قال الرماني المشبه لا يجوز أن يكون مجاهدا في سبيل الله لأنه لا يعرف الله فيتبع امره في ذلك والمجاهد إذا عرف الله صح أن يكون مطيعا بالجهاد لاتباعه امر الله فيه. وروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام ان الآية نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام والعباس. وروى الطبري باسناده عن ابن عباس انها نزلت في العباس حين قال يوم بدر: إن سبقتمونا إلى الاسلام والهجرة لم تسبقونا إلى سقاية الحاج وسدنة البيت، فأنزل الله الآية. وروى الطبري باسناده عن الحسن انها نزلت في علي والعباس وعثمان وشيبة. وقال الشعبي: نزلت في علي والعباس، وبه قال ابن وهب والسدي.