التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٥٢٠
وكما لا يمكن أن يقاوم الجهل للعلم، والسراب للماء، وان توهم ذلك قبل النظر والاعتبار، ويخيل قيل الاستدلال الذي يزول معه الالتباس، وقد بينا حقيقة السحر فيما مضى، وقد يسمى السحر ما لا يعرف سببه وإن لم يكن محظورا، كما روي عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: (إن من البيان لسحرا) وكما قال الشاعر:
وحديثها السحر الحلال لو أنه * لم يجز قتل المسلم المتحرز وذلك مجاز وتشبيه دون أن يكون حقيقة.
قوله تعالى:
فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين (132) آية أخبر الله تعالى أنه لما قال فرعون وقومه ما قالوا - من أنهم لا يؤمنون، وان أتى بجميع الآيات، فإنهم لا يصدقونه على نبوته - أنه أرسل عليهم الطوفان، وهو السيل الذي يعم بتفريقه الأرض، وهو مأخوذ من الطوف فيها، وقيل: هو مصدر كالرجحان والنقصان. وقال الأخفش: واحده طوفانة، وأما المفسرون فإنهم اختلفوا في معناه، فقال ابن عباس في بعض الروايات عنه: إنه الغرق. وقال مجاهد: هو الموت. وفي رواية أخرى عن ابن عباس أنه كان أمرا من الله تعالى طاف بهم، وقال تعالي في قصة نوح " فأخذهم الطوفان وهم ظالمون " (1) وقال الحسن بن عرفطة:
غير الجدة من آياتها * خرق الريح بطوفان المطر (2) وقال الراعي:

(1) سورة 29 العنكبوت آية 14.
(2) نوادر أبي زيد: 77 واللسان (طوف) وتفسير الطبري 13 / 53 وغيرها، ويروي: * خرق الريح وطوفان المطرف.
(٥٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 525 ... » »»
الفهرست