التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٥٢٢
في فنمي فإذا فعلت ذلك تحول دما، وقال زيد بن أسلم: الذي سلط الله عليهم، كان الرعاف.
وقوله " آيات مفصلات " نصب على الحال، قال مجاهد: معجزات مبينات ظاهرات وأدلة واضحات. وقال غيره: لأنها كانت تجئ شيئا بعد شئ، وقيل: إنها كانت تمكث من السبت إلى السبت، ثم ترفع شهرا - في قول ابن جريج.
قوله " فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين " معناه إنهم مع مشاهدتهم لهذه الآيات العظيمة والمعجزات الظاهرة، أنفوا من الحق وتكبروا عن الاذعان والانقياد له، وكانوا قوما عصاة مرتكبين للأجرام والآثام.
قوله تعالى:
ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل (133) فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون (134) آيتان.
(لما) للماضي مثل (لو). و (إذا) للمستقبل مثل (أن) وإن دخلت على الماضي.
أخبر الله تعالى عن هؤلاء القوم أنه حين وقع عليهم الرجز... وهو العذاب - في قول الحسن ومجاهد وقتادة وابن زيد وفي قول سعيد بن جبير:
هو الطاعون وقال قوم هو الثلج ولم يكن وقع قبل ذلك، وأصل الرجز الميل عن الحق، ومنه قوله تعالى " والرجز فاهجر " (1) يعني عبادة الوثن، والعذاب رجز، لأنه عقوبة على الميل عن الحق، ومنه الرجازة ما يعدل به الحمل إذا مال، والرجازة أيضا صوف أحمر يزين به الهودج، لأنه كالرجازة

(1) سورة 74 المدثر آية 5.
(٥٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 517 518 519 520 521 522 523 524 525 526 527 ... » »»
الفهرست