آياتي تتلى عليكم " (7) وقال الشاعر:
ألستم خير من ركب المطايا * واندى العالمين بطون راح (8) ولو كان سائلا لما كان مادحا، وقال العجاج:
* اطربا وأنت قنسري * (9) معنى قنسري كبير السن، وهذا توبيخ لنفسه أي كيف أطرب مع الكبر والشيب.
الثالث - سؤال التحضيض وفيه معنى (ألا) كقولك: هلا تقوم، وألا تضرب زيدا أي قم واضرب زيدا.
والرابع - سؤال تقرير بالعجز والجهل، كقولك للرجل: هل تعلم الغيب؟
وهل تعرف ما يكون غدا؟ وهل تقدر ان تمشي على الماء؟ وكما قال الشاعر:
* وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر * المعنى وليس يصلح العطار ما أفسد الدهر، فإذا ثبت ذلك فقوله " فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان " (1) وقوله " ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون " (2) المراد به لا يسألون سؤال استعلام واستخبار ليعلم ذلك من قولهم، لأنه تعالى عالم بأعمالهم قبل خلقهم. واما قوله " فنسألن الذي ارسل إليهم ولنسألن المرسلين " وقوله " فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون " (3) فهو مسألة توبيخ وتقريع، كقوله " ألم أعهد إليكم " (4).
وسؤاله للمرسلين ليس بتوبيخ ولا تقريع لكنه توبيخ للكفار وتقريع لهم أيضا. واما قوله " فلا انساب بينهم يؤمئذ ولا يتسائلون " (5) فمعناه سؤال