التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٣٥٠
آياتي تتلى عليكم " (7) وقال الشاعر:
ألستم خير من ركب المطايا * واندى العالمين بطون راح (8) ولو كان سائلا لما كان مادحا، وقال العجاج:
* اطربا وأنت قنسري * (9) معنى قنسري كبير السن، وهذا توبيخ لنفسه أي كيف أطرب مع الكبر والشيب.
الثالث - سؤال التحضيض وفيه معنى (ألا) كقولك: هلا تقوم، وألا تضرب زيدا أي قم واضرب زيدا.
والرابع - سؤال تقرير بالعجز والجهل، كقولك للرجل: هل تعلم الغيب؟
وهل تعرف ما يكون غدا؟ وهل تقدر ان تمشي على الماء؟ وكما قال الشاعر:
* وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر * المعنى وليس يصلح العطار ما أفسد الدهر، فإذا ثبت ذلك فقوله " فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان " (1) وقوله " ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون " (2) المراد به لا يسألون سؤال استعلام واستخبار ليعلم ذلك من قولهم، لأنه تعالى عالم بأعمالهم قبل خلقهم. واما قوله " فنسألن الذي ارسل إليهم ولنسألن المرسلين " وقوله " فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون " (3) فهو مسألة توبيخ وتقريع، كقوله " ألم أعهد إليكم " (4).
وسؤاله للمرسلين ليس بتوبيخ ولا تقريع لكنه توبيخ للكفار وتقريع لهم أيضا. واما قوله " فلا انساب بينهم يؤمئذ ولا يتسائلون " (5) فمعناه سؤال

(7) سورة 23 المؤمنون آية 106 (8) قائله حسان وقد مر في 1 / 61، 132، 400 و 2 / 327 وسيأتي في 5 / 319 (9) اللسان (قنسر).
(1) سورة 55 الرحمن آية 39 (2) سورة 28 القصص آية 78.
(3) سورة 15 الحجر آية 92 (4) سورة 36 يس آية 60 (5) سورة 23 المؤمنون آية 102.
(٣٥٠)
مفاتيح البحث: الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»
الفهرست