وللجمع أرأيتموكم، لان هذا في تأويل أرأيتم أنفسكم، وللمرأة أرأيتك، وللثنتين أرايتماكما، وللجماعة أرايتنكن، فعلى هذا قياس هذين البابين.
قال أبو علي الفارسي: لا يخلو أن يكون الكاف للخطاب مجردا، ومعنى الاسم مخلوعا منه أو يكون دالا على الاسم مع دلالته على الخطاب، والدليل على أنه للخطاب مجردا من علامة الاسم أنه لو كان اسما وجب أن يكون الاسم الذي بعده في نحو قوله " أرايتك هذا الذي كرمت علي " (1) وقولهم " أريتك زيدا ما صنع هو الكاف في المعنى، ألا ترى ان (رأيت) يتعدى إلى مفعولين يكون الأول منهما هو الثاني في المعنى وإذا لم يكن المفعول الذي بعده هو الكاف في المعنى، وإنما هو غيره وجب ان يدل ذلك على أنه ليس باسم، وإذ لم يكن اسما كان حرفا للخطاب مجردا من معنى الاسمية، كما أن الكاف في (ذلك وهنالك) للخطاب ومثله التاء في (أنت) لأنه للخطاب معرى من معنى الاسم فإذا ثبت انه للخطاب معرى من معنى الأسماء ثبت ان التاء لا يجوز أن تكون بمعنى الخطاب ألا ترى أنه لا ينبغي ان يلحق الكلمة علامتان للخطاب، كما لا يلحقها علامتان للتأنيث، ولا علامتان للاستفهام، فلما لم يجز ذلك أفردت التاء في جميع الأحوال لما كان الفعل لابد له من فاعل وجعل في جميع الأحوال على لفظ واحد، لان ما يلحق الكاف من معنى الخطاب يبين الفاعلين، لتخصيص التأنيث من التذكير والتثنية من الجمع، فلو لحق علامة التأنيث والجمع التاء لاجتمع علامتان للخطاب بما كان يلحق التاء وما يلحق الكاف وذلك يؤدي إلى ما لا نظير له فرفض لذلك.
أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله بهذه الآية ان يقول لهؤلاء الكفار الذين يعبدون الأصنام " أرايتكم ان أتاكم عذاب الله " كما اتى الكافرين من قبلكم كعاد وثمود، وغيرهم " أو اتتكم الساعة " وهي القيامة. قال الزجاج: الساعة اسم للوقت الذي يصعق فيه العباد واسم للوقت الذي تبعث فيه، والمعنى أرأيتكم