التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ١٣٩
أبو زيد الادبريا بفتح الدال والباء. ثم حمد الله تعالى نفسه بأن استأصل ساقتهم وقطع دابرهم بقوله " والحمد لله رب العالمين " لأنه تعالى أرسل إليهم وانظر هم بعد كفرهم وأخذهم بالبأساء والضراء، والنعمة والرخاء، فبالغ في الانذار والامهال، فهو محمود على كل حال.
قوله تعالى:
قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به أنظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون (46) آية بلا خلاف.
روي عن ورش: " به انظر " بضم الهاء الباقون بكسرها.
قال أبو علي: من كسر الهاء حذف الياء التي تلحق الهاء في نحو به انظر، لالتقاء الساكنين والألف من (انظر). ومن قرأ بضم الهاء فهو على قول من قال: " فخسفنا به وبدار هو " (1)، فحذف الواو لالتقاء الساكنين، كما حذف الياء في (بهي) لذلك، فصار " به انظر " ومما يحسن هذا الوجه ان الضمة فيه مثل الضمة في (ان اقتلوا) أو (انقص) ونحو ذلك.
وقوله: " أرأيتم ان أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم " ثم قال: " يأتيكم به " قال أبو الحسن هو كناية عن السمع أو على ما أخذ منكم وقال الفراء: الهاء كناية عن الهدى.
أمر الله تعالى نبيه (ع) ان يقول لهؤلاء الكفار " أرأيتم ان اخذ الله سمعكم " أي أصمكم، " وأبصاركم " أي أعماكم، تقول العرب: أخذ الله سمع فلان وبصره، أي أصمه وأعماه " وختم على قلوبكم " بأن سلب ما فيها من العقول التي بها يتهيأ لكم ان تؤمنوا بربكم وتتوبوا من ذنوبكم ووسمها

(1) سورة 28 القصص آية 81.
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست