التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ١٣٢
وجه العقوبة " ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم " ومعناه من يشأ ان يرحمه ويهديه إلى الجنة ونيل الثواب يجعله على الصراط الذي يسلكه المؤمنون إلى الجنة، ويعدل الكافرين عنه إلى النار ولا يلحق الاضلال الا الكفار والفساق المستحقين للعقاب وكذلك لا يفعل الثواب والخلود في الجنة الا بالمؤمنين، لأنه ثواب لا يستحقه سواهم.
قوله تعالى:
قل أرأيتكم إن أتيكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين (40) بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون (41) آيتان بلا خلاف قرأ الكسائي وحده " أريتكم " وما جاء منه إذا كان استفهاما بحذف الهمزة التي بعد الراء. والباقون باثباتها، وتخفيفها الا أهل المدينة، فإنهم جعلوها بين بين، فإن كان غير استفهام اتفقوا على اثبات الهمزة وتخفيفها الا ما رواه ورش في تحقيقها في ستة مواضع ذكرت في باب الهمزة في القراءات.
من حقق الهمزة، فلانه (فعلت) من الرؤية، فالهمزة عين الفعل، ومن خفف فإنه جعلها بين بين، وهذا التخفيف على قياس التحقيق، ومن حذف الهمزة فعلى غير مذهب التخفيف، لان التخفيف القياس فيها أن تجعل بين بين، كما فعل نافع، وهذا حذف، كما قالوا، ويلمه، وكما أنشد أحمد بن يحيى:
ان لم أقاتل فالبسوني برقعا وقال أبو الأسود:
يابا المغيرة رب أمر معضل وذكر أن عيسى كذلك كان يقرأها ويقوي ذلك قول الراجز:
أريت ان جاءت به أملودا * مرجلا ويلبس البرودا وقال الفراء: العرب لها في (أرأيت) لغتان:
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»
الفهرست