يا أبا حمزة لا يقوم القائم (عليه السلام) إلا على خوف شديد وزلازل وفتنة وبلاء يصيب الناس وطاعون قبل ذلك، وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد بين الناس، وتشتت في دينهم، وتغير من حالهم حتى يتمنى المتمني الموت صباحا ومساء من عظم ما يرى من كلب الناس، وأكل بعضهم بعضا، وخروجه إذا خرج عند الإياس والقنوط. فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره، والويل كل الويل لمن خالفه وخالف أمره وكان من أعدائه.
ثم قال: يقوم بأمر جديد، وسنة جديدة، وقضاء جديد، على العرب شديد، ليس شأنه إلا القتل ولا يستتيب أحدا، ولا تأخذه في الله لومة لائم (1).
4 - لقاؤه بعلي بن الحسين (عليهما السلام) قال أبو حمزة: إن أول ما عرفت علي بن الحسين (عليهما السلام) اني رأيت رجلا دخل من باب الفيل (2) فصلى أربع ركعات فتبعته حتى أتى بئر الزكاة وهي عند دار صالح بن علي وإذا بناقتين معقولتين ومعهما غلام أسود فقلت له من هذا؟ فقال: هذا علي بن الحسين (عليهما السلام) فدنوت إليه فسلمت عليه وقلت له: ما أقدمك بلادا قتل فيها أبوك وجدك؟ قال: زرت أبي وصليت في هذا المسجد ثم قال: ها هو ذا وجهي صلى الله عليه (3).
فقد تعلق أبو حمزة بالإمام (عليه السلام) من أول لمحة حظي بها لشخصه وقبل أن يعرفه، فكم من داخل دخل مسجد الكوفة وصلى فيه؟ لكنه علم أن الرجل ليس كالرجال ومصل ليس كالمصلين.
إذ كان (عليه السلام) إذا مشى لا تجاوز يده فخذه ولا يخطر بيده وكان إذا قام إلى الصلاة أخذته رعدة (4).