تفسير أبي حمزة الثمالي - أبو حمزة الثمالي - الصفحة ٨٥
اذنيه ثم أرسلهما بالتكبير فلم يبق في بدني شعرة إلا قامت.
ثم صلى أربع ركعات أحسن ركوعهن وسجودهن وقال:
" إلهي إن كنت قد عصيتك فقد أطعتك في أحب الأشياء إليك الإيمان بك منا منك به علي لا منا مني به عليك لم اتخذ لك ولدا ولم أدع لك شريكا وقد عصيتك على غير وجه المكابرة ولا الخروج عن عبوديتك ولا الجحود لربوبيتك، ولكن اتبعت هواي وأزلني الشيطان بعد الحجة علي والبيان فان تعذبني فبذنوبي غير ظالم لي وان تعف عني فبجودك وكرمك يا كريم ".
ثم خر ساجدا يقولها حتى انقطع نفسه.
وقال في سجوده:
" يا من يقدر على قضاء حوائج السائلين، يا من يعلم ضمير الصامتين، يا من لا يحتاج إلى تفسير، يا من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، يا من أنزل العذاب على قوم يونس وهو يريد أن يعذبهم فدعوه وتضرعوا إليه فكشف عنهم العذاب ومتعهم إلى حين. قد ترى مكاني وتسمع كلامي وتعلم حاجتي فاكفني ما أهمني من أمر ديني ودنياي وآخرتي يا سيدي يا سيدي... سبعين مرة ".
ثم رفع رأسه فتأملته فإذا هو مولاي زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام)، فانكببت على يديه أقبلهما فنزع يده مني وأومأ إلي بالسكوت. فقلت: مولاي أنا من عرفته في ولائكم فما الذي أقدمك إلى ههنا؟ فقال: هو ما رأيت (1).
5 - مراقبته الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) دأب أبو حمزة الثمالي على مراقبة الإمام زين العابدين (عليه السلام) في مواقف عبادته والانتباه إلى حركاته وتقلبه في محرابه، وحفظ ما يصدر عنه من أدعية ومناجاة.
وقد يسأل أبو حمزة الإمام بعد فراغه ويستفسر عن ذلك بغية الاقتداء

(1) المزار: ص 239.
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»