تفسير أبي حمزة الثمالي - أبو حمزة الثمالي - الصفحة ٩٤
قلت: خلفته عليلا، قال: إذا رجعت إليه فاقرأه مني السلام واعلمه أنه يموت في شهر كذا في يوم كذا.
قال أبو بصير: جعلت فداك والله لقد كان فيه انس وكان لكم شيعة، قال:
صدقت ما عندنا خير لكم من شيعتكم معكم، قال: إن هو خاف الله وراقب نبيه وتوقى الذنوب، فإذا هو فعل كان معنا في درجاتنا. قال علي: فرجعنا تلك السنة فما لبث أبو حمزة إلا يسيرا حتى توفي (1).
فالإمام الصادق (عليه السلام) وإن صدق أبا بصير في اعتقاده بتشيع أبي حمزة وما وصل إليه في دنياه من قربهم، لكنه أوصاه ألا يتكل على ذلك، بل يمضي بالتزام إرشاداتهم ووصاياهم من خوف الله عز وجل وتوقي الذنوب ما بقي من عمره وحتى آخر يوم وآخر ساعة من حياته لأن الآخرة لا ترجى إلا بالعمل والأمور بعواقبها ولكل امرء عاقبة.
ولم يوص الصادق (عليه السلام) أبا حمزة إلا ما أوصى آباؤه شيعتهم ولم يقل إلا ما قالوه لهم.
فعن أبيه الباقر (عليه السلام) قال: لا تذهب بكم المذاهب فوالله ما شيعتنا إلا من أطاع الله عز وجل.
التقوى! تلك هي في الدنيا وصيتهم وشرطهم للانتماء إليهم وبها في الآخرة بشارتهم واللحوق بهم في منازلهم.
على أن الأئمة (عليهم السلام) علموا ما يؤول إليه أمر كل أحد من شيعتهم، فما تركوا أبا حمزة ومصيره، بل أحاطوه علما بنجاته وفوزه في آخرته وبشروه بحضور جدهم النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) عند كل أحد من شيعتهم ساعة نزعه واحتضاره لتأمين روعته والأخذ بيده.
قال أبو حمزة: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): ما يصنع بأحد عند الموت؟ قال: أما

(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»