ابن مرداس: هذا الحديث له شواهد كثيرة وقد ذكرناها في كتاب البعث فإن صح لشواهده فقيه الحجة، وإن لم يصح فقد قال الله تعالى:
" ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " (1).
وقال الحافظ في التلخيص في الكلام عن حديث من احتكر طعاما أربعين ليلة فقد برئ من الله، ردا على ابن الجوزي في ذكره إياه في الموضوعات بعد كلام ما نصه: ثم أن له شواهد تدل علي صحته ا ه (2).
وقال النووي في الكلام على حديث: لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك، قال لعلي خرجه الترمذي وحسنه، وإنما حسنه الترمذي لشواهده ا ه (3).
قلت: والترمذي يعتمد على الشواهد في أكثر الأحاديث التي يحكم بصحتها وحسنها في سننه، فإنه يورد الحديث في سنده من تكلم فيه ثم يصححه أو يحسنه مع ذلك ويقول بعده، وفي الباب عن فلان وفلان يشير بذلك إلى أن الحديث وإن كان في سنده مقال فإنه يصحح بشواهده التي سمي رواتها من الصحابة وهو في الأكثر الأغلب يذكر اسم من روى معنى حديث الباب لا لفظه كما نص عليه الحفاظ وكما يعلم من استقراء تصرفه.
وقال الذهبي في ترجمة حرام بن حكيم من الميزان وثقه دحيم وضعفه ابن حزم ثم أورد له حديثا ونقل عن عبد الحق أنه قال: لا يصح هذا ثم تعقبه بقوله: وعليه مؤاخذة في ذلك فإنه يقبل رواية المستور وحرام فقد وثق وحدث عنه زيد بن واقد وعبد الله بن العلاء روى أيضا عن