حلقتها، وسلك بعضهم فيه مسلكا آخر فقال: ليس المراد به علي أحمد بن أبي طالب بل هو من العلو كأن النبي صلى الله عليه وآله قال:
أنا مدينة العلم وأنا بابها العلي، وليس في الحديث شئ مما توهموه بل هو كقول النبي صلى الله عليه وآله: أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ، وقوله: أقرؤكم أبي، وقوله: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر (2)، فقد نصوا على أنه ليس فيها ما يدل على أفضلية معاذ وأبي ذر على غيرهم من الخلفاء الراشدين.
ولهذا قال السخاوي في " المقاصد الحسنة " (2) بعد الكلام على بعض طرق حديث الباب: وليس في هذا كله ما يقدح في إجماع أهل السنة من الصحابة والتابعين فمن بعدهم على أن أفضل الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وآله على الإطلاق أبو بكر ثم عمر رضي الله عنهما، وقال الحافظ العلائي أثناء كلامه عليه أيضا: ليس هو من الألفاظ المنكرة التي تأباها العقول بل هو كحديث: أرحم أمتي بأمتي يعني المذكور فيه، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ ا ه.
وبهذا أيضا رد ابن حجر الهيتمي على من حكم عليه بالوضع فقال:
وليس هو مقتضيا لأفضليته على أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فهو حديث حسن بل قال الحاكم صحيح ا ه (3)، فهذا يدل على أنهم إنما حكموا بوضعه لتوهمهم مخالفته للأصول، ووهموا في ذلك كما وهموا في غيره من الأحاديث التي ظنوها مخالفة للأصول وحكموا بوضعها بناء على ذلك، ورد عليهم غيرهم ممن عرف أنها غير مخالفة واهتدى لطرق