فتح الملك العلى - أحمد بن الصديق المغربي - الصفحة ١٥٢
إلا هذا الحديث (1)، وعن الشافعي أنه قال: ما علمنا في كتاب مالك حديثا فيه إزراء على الصحابة إلا حديث الحوض ووددنا انه لم يذكره، وكذلك في الصحيحين حديث الرؤيا وما شابهه وشاكله فلو كانت روايتها تجرح لثبت جرح جميع الرواة، وأغرب من هذا ما ذكره الذهبي في ترجمة عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد من الميزان فقال ما نصه: نقم على عبد المجيد أنه أفتى الرشيد بقتل وكيع لكونه روى عن إسماعيل أحمد بن أبي خالد عن عبد الله البهي إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما مات لم يدفن حتى ربا بطنه وأنتنت خضراه، قال قتيبة: حدث وكيع بمكة وكان سنة حج فيها الرشيد فقدموه إليه، فدعا الرشيد سفيان أحمد بن عينية وعبد المجيد، فأما عبد المجيد فقال: يجب أن يقتل فإنه لم يرو هذا إلا وفي قلبه غش للنبي صلى الله عليه وآله، فسأل الرشيد سفيان فقال: لا يجب عليه القتل رجل سمع حديثا فرواه، والمدينة شديدة الحر وتوفي النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين فترك إلى ليلة الأربعاء فمن ذلك تغير، قال الذهبي: قلت: النبي صلى الله عليه وآله سيد البشر وهو بشر يأكل ويشرب وينام ويقضى حاجته ويمرض ويتداوى ويتسوك ويتطيب فهو في هذا كسائر المؤمنين، ولما مات بأبي هو وأمي صلى الله عليه وآله عمل به كما يعمل بالبشر من الغسل والتنظيف والكفن واللحد والدفن لكن ما زال طيبا مطيبا حيا وميتا وارتخاء أصابعه المقدسة وانثناؤها وربو بطنه ليس معنى نص على انتفائه والحي قد يحصل له ريح وينتفخ منه جوفه فلا يعد هذا إن كان قد وقع عيبا (2)، ثم اندفع الذهبي في تقرير كلام يدل كسابقة على جهله

(١) الموطأ ١: ٤٠ ط مصر ١٣٦٩.
(٢) ميزان الاعتدال ٢: ٦٤٩.
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»