القضاء عمي البصر، ورواه الخطيب بلفظ إن الله إذا أراد إنفاذ أمر وفي لفظ له أيضا إن الله إذا أحب إنفاذ أمر سلب كل ذي لب لبه، ورواه الديلمي عن ابن عمر وعلي رضي الله عنهم بلفظ الترجمة وزاد فإذا قضى أمره رد عليهم عقولهم وبعث الندامة، وأنشد غلام ثعلب لنفسه:
إذا أراد الله أمرا بامرئ * وكان ذا رأي وعقل وبصر وحيلة يعملها في كل ما * يأتي به محتوم أسباب القدر أغواه بالجهل وأعمى عينه * فسله عن عقله سل الشعر حتى إذا أنفذ فيه حكمه * رد عليه عقله ليعتبر وروى سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن يوسف بن ماهك أن ابن عباس ذكر يوما الهدهد فقال: يعرف بعد مسافة الماء في الأرض فقال نافع بن الأزرق قف قف يا ابن عباس كيف تزعم أن الهدهد يرى الماء من تحت الأرض وهو ينصب له الفخ فيذر عليه التراب فيصاد فقال ابن عباس لولا أن يذهب هذا فيقول كذا وكذا لم أقل له شيئا إن البصر ينفع ما لم يأت القدر فإذا جاء القدر حال دون البصر فقال ابن الأزرق لا أجادلك بعدها في شئ، والمشهور على الألسنة إذا جاء القضاء عمي البصر.
196 - (إذا أراد الله بقوم خيرا أهدى إليهم هدية قالوا يا رسول الله وما تلك الهدية قال الضيف ينزل برزقه ويرتحل وقد غفر الله لأهل المنزل) أخرجه الديلمي عن أبي ذر رفعه بلفظ الضيف يأتي برزقه ويرتحل بذنوب القوم يمحص عنهم ذنوبهم ورواه أيضا عن أبي الدرداء مرفوعا لكن بلفظ أهل البيت بدل القوم، وفي رواية يرتحل وقد غفر لأهل المنزل، وللديلمي أيضا عن ابن عباس رفعه أكرموا الضيف وأقروا الضيف فإنه أول ما يقوم برزقه جبريل مع رزق أهل البيت، وللدارقطني عن عائشة مرفوعا إذا نزل الضيف بقوم نزل برزقه لكنه قال غريب، ورواه الديلمي عن أنس بلفظ إذا دخل الضيف على قوم دخل برزقه وإذا