أن يجعل الله جسارة التاجر وإقدامه على البيع والشراء بقصد الاعتماد على الله تعالى في تحصيل الربح سببا لسعة رزقه، ومن ثم قيل:
لا تكونن للأمور هيوبا * فإلى خيبة يكون الهيوب.
943 - (التأني من الله، العجلة من الشيطان) رواه ابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن منيع والحارث بن أبي أسامة في مسانيدهم عن أنس رفعه، وأخرجه البيهقي عنه أيضا، وله شواهد عند الترمذي، وقال حسن غريب بلفظ الأناة من الله والعجلة من الشيطان، والعسكري عن سهل بن سعد رفعه بلفظ الأناة إلخ، لكن ضعفه بعضهم بأن فيه عبد المهيمن ضعيف، ورواه البيهقي أيضا عن ابن عباس رفعه بلفظ إذا تأنيت أصبت أو كدت تصيب، وإذا استعجلت أخطأت أو كدت تخطئ، وفي سنده سعيد ابن سماك متروك كما قال أبو حاتم، وللطبراني والعسكري والقضاعي من حديث ابن لهيعة عن عقبة بن عامر رفعه من تأنى أصاب أو كاد، ومن عجل أخطأ أو كاد وللعسكري فقط عن الحسن البصري مرسلا " التبين من الله، والعجلة من الشيطان، فتبينوا والتبين التثبت والتأني كما قرئ بهما في قوله تعالى * (فتبينوا) * ويشهد له ما أخرجه الشيخان عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأشج عبد القيس إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة، وما أحسن ما قيل:
قد يدرك المتأني بعض حاجته * وقد يكون مع المستعجل الزلل وقد ورد تقييد ذلك ببعض الأعمال، فروى أبو داود عن سعد بن أبي وقاص التؤدة في كل شئ إلا في عمل الآخرة، قال الأعمش لا أعلم إلا أنه رفعه، وفي لفظ للحاكم وأبي داود والبيهقي عن سعد التؤدة في كل شئ خير إلا في عمل الآخرة وللمزي في تهذيبه في ترجمة محمد ابن موسى عن مشيخة من فوقه مرسلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الأناة في كل شئ إلا في ثلاث: إذا صيح يا خيل الله اركبي، وإذا نودي بالصلاة، وإذا كانت الجنازة، وللترمذي بسند حسن عن علي رفعه ثلاثة لا تؤخروها الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤا، وللغزالي عن حاتم