الربيع بن سليمان أن يشتري له عنبا أبيض قال فاشتريت له منه بدرهم فلما رآه استجاده قال يا أبا محمد ممن اشتريت هذا فسميت له البائع فنحى الطبق من بين يديه وقال لي أردده عليه واشتر لي من غيره فقلت وما شأنه فقال ألم أنهك أن تصحب أشقر أزرق فإنه لا ينجب فكيف آكل من شئ يشترى لي ممن أنهى عن صحبته، قال الربيع فرددته واعتذرت إليه واشتريت له عنبا من غيره وقال الربيع وجه الشافعي رجلا ليشتري له طيبا فلما جاءه قال اشتريته من أشقر كوسج فقال نعم قال عد فرده عليه، زاد حرملة عن الشافعي فما جاءني خير قط من أشقر وعن حرملة أيضا سمعت الشافعي يقول: احذروا الأعور والأحول والأحدب والأشقر والكوسج وكل من به عاهة في بدنه وكل ناقص الخلق فاحذروه فإنه صاحب التواء ومعاملتهم عسرة، وقال أيضا فإنهم أصحاب خبث قال ابن أبي حاتم هذا إذا كان خلقيا فأما من حدثت له هذه العلل فلا تضر مخالطته، وروى الحميدي عن الشافعي أنه قال: خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة حتى كتبتها وجمعتها ثم لما كان انصرافي مررت بطريقي برجل وهو محتبي بفناء داره أزرق العينين ناتئ الجبهة سناط - وهو الذي ليس في لحيته شعر - فقلت له: هل من منزل قال نعم - قال الشافعي وهذا النعت أخبث ما يكون في الفراسة - فأنزلني فرأيته أكرم رجل بعث إلي بعشاء وطيب وعلف لدابتي وفراش ولحاف قال فجعلت أتقلب الليل أجمع ما أصنع بهذه الكتب فلما أصبحت قلت للغلام أسرج فأسرج فركبت ومررت عليه وقلت له إذا قدمت مكة ومررت بذي طوى فاسأل عن منزل محمد بن إدريس الشافعي فقال لي أمولى كنت أنا لأبيك؟ قلت: لا. قال: فهل كانت لك عندي نعمة؟ فقلت: لا قال: فأين ما تكلفت لك البارحة؟ قلت وما هو؟ قال اشتريت لك طعاما بدرهمين، وأدما بكذا وعطرا بثلاثة دراهم، وعلفا لدابتك بدرهمين، وكراء الفراش واللحاف درهمان قال فقلت: يا غلام أعطه. فهل بقي من شئ؟ قال: نعم، كراء المنزل، فإني وسعت عليك وضيقت على نفسي بتلك الكتب. فقلت له: هل بقي من شئ بعد ذلك؟ قال: لا. قلت: امض
(٢٧٤)