855 - (إياكم وخضراء الدمن) رواه الدارقطني في الأفراد والرامهرمزي والعسكري في الأمثال وابن عدي في الكامل والقضاعي في مسند الشهاب والخطيب في إيضاح الملبس والديلمي من حديث الواقدي عن أبي سعيد مرفوعا لكن بزيادة قيل وما ذا يا رسول الله؟ قال: المرأة الحسناء في المنبت السوء. قال عدي: تفرد به الواقدي، وذكره أبو عبيد في الغريب، وقال الدارقطني لا يصح من وجه ومعناه أنه كره نكاح ذات الفساد فإن أعراق السوء تنزع أولادها، وأصله أن النبات ينبت على البعر في الموضع الخبيث فيكون ظاهره حسنا وباطنه قبيحا فاسدا، إذ الدمن جمع دمنة وهي البعر وأنشدوا:
وقد ينبت المرعى على دمن الثرى * وتبقى حزازات النفوس كما هيا ومعنى البيت أن الرجلين قد يظهران الصلح أو المودة وينطويان على البغضاء والعداوة كما ينبت المرعى على الدمن وهذا أكثري أو كلي في زماننا والله المستعان وذكره السخاوي، وقال القاري لا يكون موضوعا سواء كان موقوفا أو مرفوعا، وذكره صاحب تحفة العروس عن عمر موقوفا بلفظ إياكم وخضراء الدمن فإنها تلد مثل أصلها، وعليكم بذات الأعراق فإنها تلد مثل أبيها وعمها وأخيها انتهى.
856 - (إياك والسجع يا ابن رواحة) ذكره في الإحياء قال العراقي لم أجده هكذا، ورواه ابن السني وأبو نعيم عن عائشة بإسناد صحيح أنها قالت للسائب إياك والسجع فإن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا لا يسجعون، ولابن حبان واجتنب السجع وفي البخاري نحوه من قول ابن عباس، ثم السجع المذموم هو المتكلف كالصادر من نحو الكهان، وأما ما كان بمقتضى الطبع فلا منع منه، بل هو وارد عنه صلى الله عليه وسلم في أدعية نحو اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع ودعاء لا يسمع أعوذ بك من هؤلاء الأربع، رواه أبو داود والترمذي عن ابن عمر بلفظ اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ومن دعاء لا يسمع ومن نفس لا تشبع ومن