والآخرة الماء وسيد الرياحين في الدنيا والآخرة الفاغيه، وكذا أبو نعيم لكن بلفظ خير، وأبو عثمان الصابوني بلفظ سيد، وكذا تمام بلفظ سيد الإدام اللحم، ثم قال السخاوي: وأصح من هذا كله ما أخرجه البخاري وغيره من قوله صلى الله عليه وسلم فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام "، وفي قصة مجئ الخليل لزيارة ابنه إسماعيل عليهما الصلاة والسلام، وأنه لم يجده ووجد زوجته، فسألهم: ما طعامكم؟ قالت اللحم قال: فما شرابكم؟ قالت الماء. قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء. قال النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن لهم يومئذ حب، ولو كان لهم لدعا لهم فيه ". قال: " فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه "، وقال إمامنا الشافعي رضي الله عنه أن أكله يزيد في العقل. انتهى.
459 - (أفضل العبادات - وفي رواية بالإفراد - أحمزها) قال في الدرر تبعا للزركشي لا يعرف، وقال ابن القيم في شرح المنازل لا أصل له، وقال المزي هو من غرائب الأحاديث ولم يرو في شئ من الكتب الستة، وقال القاري في الموضوعات الكبرى معناه صحيح لما في الصحيحين عن عائشة الأجر على قدر التعب انتهى، وذكر في اللآلئ عقبه أن مسلما روى في صحيحه قول عائشة إنما أجرك على قدر نصبك وهو في نهاية ابن الأثير مروي عن ابن عباس بلفظ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال أحمزها، وهو بالحاء المهملة والزاي أقواها وأشدها، وفي الفردوس عن عثمان بن عفان مرفوعا أفضل العبادة أخفها، وجمع بينهما على تقدير ثبوتها بأن القوة والشدة بالنظر لتمكن شروط الصحة ونحوها فيها والخفة بالنظر لعدم الإكثار بحيث تمل، ولكن الظاهر أن لفظ الثاني العيادة بالتحتية لا بالموحدة، ويروى عن جابر مرفوعا أفضل العيادة أجرا سرعة القيام من عند المريض، وفي فضائل العباس لابن المظفر من حديث هود بن عطاء أنه قال سمعت طاووسا يقول أفضل العيادة ما خف منها، وروى الدينوري عن أبي هلال أنه قال عاد قوم بكر بن عبد الله المزني فأطالوا الجلوس فقال لهم بكر إن المريض ليعاد والصحيح يزار يعني والعيادة تخفف.