فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٥ - الصفحة ٤٦٦
7602 - (ليس شئ أكرم) قال الطيبي: بالنصب خبر ليس (على الله تعالى من الدعاء) لدلالته على قدرة الله وعجز [ص 366] الداعي قال الطيبي: ولا منافاة بين هذا الحديث وآية * (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) * (الحجرات: 13) لأن كل شئ يشرق في بابه فإنه يوصف بالكرم قال تعالى * (وأنبتنا فيها من كل زوج كريم) * وإنما كان أكرم الناس أتقاهم لأن الكرم من الأفعال المحمودة وأكرمها ما يقصد به أشرف الوجوه وأشرفها ما يقصد به وجه الله فمن قصد ذلك بمحاسن أفعاله فهو التقي فإذن أكرمهم أتقاهم وعلى هذا حكم الدعاء فإنه مخ العبادة. - (حم خد ت) وكذا ابن ماجة وكأنه أغفله ذهولا (ك) وقال: صحيح وأقره الذهبي (عن أبي هريرة) قال الترمذي: حسن غريب ولم يبين لم لا يصح وذلك لأن فيه عمران القطان قال في الميزان وغيره: ضعفه النسائي وأبو داود ومشاه أحمد وقال ابن القطان:
رواته كلهم ثقات وما موضع في إسناده ينظر فيه إلا عمران وفيه خلاف وقال ابن حبان: حديث صحيح.
7603 - (ليس شئ أكرم على الله تعالى من المؤمن) هذا تعظيم للمؤمن ورفع لشأنه وتأهيل لكرامة سنية وإظهار لفضيلة سابقة ومزية كيف وقد فضله الله على سائر المخلوقات وما يرى فيه من النقائص كالشهوة والحرص والبخل فهي مواد الكمال ومبادئه فإن العفة نتيجة الشهوة والسخاء نتيجة البخل لأنهما طرفا الإفراط والتفريط والتبذير والإمساك والحرص نتيجة الترقي إلى منتهى بغيته، وروى النجم الكبرى في فواتح الجمال عن الجزقاني قال: صعدت إلى العرش فطفته ألف طوفة فرأيت الملائكة يطوفون مطمئنين فعجبوا من سرعة طوافي فقلت: ما هذه البرودة في الطواف قالوا: نحن أنوار لا نقدر أن نجاوزه فما هذه السرعة فيك قلت: أنا آدمي وفي نور ونار وهذه السرعة من نتائج نار الأشواق. (تنبيه) قال التونسي: اللطيفة الإنسانية في غابة الشرف والعظم ألا ترى إلى قوله سبحانه * (ولقد كرمنا بني آدم) * فأكد التكرمة بالقسم، وفي بعض الكتب المنزلة يقول الله تعالى: " ابن آدم خلقت الأشياء من أجلك وخلقتك من أجلي الأكوان لك عبيد سخرت وأنت عبد الحضرة ". وقال بعض العارفين: نهاية الأكوان الإنسان ولهذا لم يرض سبحانه لأهل الجنة بمنازل الجنان حتى زادهم فيها النظر إلى وجهه في حضرة الإحسان فالإنسان بيت القصيد من المقصود وإليه كل معنى بالحقيقة يعود لأنه النسخة الكاملة والصحيفة التي هي لكل الحقائق شاملة كما قيل.
وتحسب أنك جرم صغير * وفيك انطوى العالم الأكبر فهو العين المقصودة في العالم لكونه مجمعا لما تفرق فيه فهو كلي صغير وفيه كل ما في العالم. - (طس عن ابن عمرو) بن العاص قال الهيثمي: فيه عبيد الله بن تمام وهو ضعيف جدا اه‍. لكن يشهد له ما في أوسط الطبراني عن ابن عمرو أيضا أن المصطفى صلى الله عليه وسلم نظر للكعبة فقال: لقد شرفك الله وكرمك
(٤٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 471 ... » »»
الفهرست