فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٤ - الصفحة ٣٣٣
5206 - (ضالة المؤمن العلم كلما قيد حديثا) بالكتابة (طلب إليه آخر) يقيده بجانبه وهكذا والأصل في الضلال الغيبة يقال ضل الشئ غاب وخفي موضعه وقال ابن الأعرابي: أضله كذا إذا عجز عنه ولم يقدر عليه وضل الناس غاب حفظه وفيه جواز كتابة العلم فهي مستحبة بل قيل واجبة وإلا لضاع. (فر) من طريق عبد الوهاب عن مجاهد (عن علي) أمير المؤمنين وفيه الحسن بن سفيان قال الذهبي: قال البخاري: لم يصح حديثه وأخرجه أبو نعيم وابن لآل أيضا.
5207 - (ضحك ربنا) أي عجب ملائكته فنسب الضحك إليه (1) لكونه الآمر (2) والمريد (من قنوط عباده) أي من شدة يأسهم (وقرب غيره). ظاهر صنيع المصنف أن هذا هو تمام الحديث والأمر بخلافه، بل بقيته قال، أي أبو رزين: قلت يا رسول الله أو يضحك الرب قال: نعم قلت: لن نعدم من رب يضحك خيرا اه‍ بلفظه (تنبيه) قال العارف ابن عربي: بحر العماء يرزخ بين الحق والخلق في هذا البحر اتصف الممكن بعالم وقادر وجميع الأسماء الإلهية التي بأيدينا واتصف الحق بالضحك والتعجب والبشش والفرح والمعية وأكثر النعوت الكونية فرد ماله وأخذ مالك فله النزول ولنا المعراج اه‍. (حم ه عن أبي رزين) العقيلي ورواه عنه الطيالسي والديلمي.
5208 - (ضحكت من ناس يأتونكم من قبل المشرق يساقون إلى الجنة وهم كارهون) الضحك خاص بالإنسان من بين الحيوان ومعناه استفادة سرور يلحق فتنشط له عروق قلبه فيجري الدم فيها فيفيض إلى سائر عروق بدنه فتثير فيه حرارة فينبسط لها وجهه وتملأ الحرارة فاه فيضيق عنها فتنفتح شفتاه وتبدو أسنانه فإن تزايد ذلك السرور ولم يمكن ضبط النفس استخفه الفرح فضحك حتى قهقه ولذلك كان ضحك النبي صلى الله عليه وسلم تبسما لأنه كان يملك نفسه فلا يستخفه السرور فيغلبه فيقهقه، والباري منزه عن هذه الصفة فيأول ضحكه بما سبق. (حم طب عن سهل بن سعد) قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم بالخندق فحفر فصادف حجرا فضحك فقيل له: ما يضحكك قال: ضحكت إلخ.
5209 - (ضحكت من قوم يساقون إلى الجنة مقرنين في السلاسل) أراد الأسارى الذين يؤخذون
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»
الفهرست