قال الهيثمي: ورجاله موثقون وتبعه السمهودي وهو غير مسلم فقد قال الحافظ أبو زرعة العراقي في المجلس الثالث والأربعين بعد الخمسمائة من إملائه هذا حديث فيه ضعف ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة، وعطاء بن مسلم وهو الخفاف مختلف فيه وقال أبو عبيد عن أبي داود إنه ضعيف وقال غيره ليس بشئ.
1214 - (اغدوا) اذهبوا وقت الغداة، وهي أول النهار فليس معنى الغدو هنا معناه فيما قبله كما ظن (في طلب العلم) أي في طلب تحصيله بكرة النهار، أي أوله (فإني سألت ربي أن يبارك لأمتي في بكورها) أي فيما تفعله في أول النهار أي سألته فأعطاني ذلك، وفي القاموس الغدوة بالضم البكرة أو ما بين صلاة الفجر وطلوع الشمس (ويجعل) ربي (ذلك) أي حصول البركة (يوم الخميس) أي يجعل مزيد البركة في البكور في يوم الخميس فالبكور مبارك وهو يوم الخميس أكثر بركة وفيه أنه يندب أن يكون الجلوس لتعلم العلم أول النهار وأنه يندب الشروع في يوم تعلمه الخميس أو الاثنين خلاف ما عليه العرف العام الآن بيوم الأحد لكونه أول الأسبوع أو الأربعاء لكونه يوم النور وكان بعض من جمع بين العلم والولاية يوصي بالتأليف والقراءة يوم الاثنين والخميس، والبركة ثبوت الخير الإلهي في الشئ ومعناه هنا حصول الفهم وسهولة التحصيل ومصير ما يتعلم في أول النهار سيما يوم الخميس نافعا (طس عن عائشة) قال الهيثمي: فيه أيوب بن سويد وهو يسرق الحديث.
1215 - (اغدوا في طلب العلم فإن الغدو بركة ونجاح) قال حجة الإسلام المراد بالعلم في هذه الأخبار كلها العلم النافع المعروف للصانع، والدال على طريق الآخرة فهو الذي نفعه عظيم وأجره عميم. أوحى الله إلى داود تعلم العلم النافع قال: ما العلم النافع؟ قال أن تعرف جلالي وعظمتي وكبريائي وكمال قدرتي على كل شئ، فهذا الذي يقربك إلي. وقال: علي كرم الله وجهه: ما يسرني لو مت طفلا، وأدخلت الجنة ولم أكبر فأعرف ربي، فإن أعلم الناس بالله أشدهم خشية وأكثرهم عبادة، وأحسنهم في الله نصيحة فمن طلب العلم ليصرف به الوجوه إليه، ويجالس به الأمراء، ويباهي النظراء ويتصيد الحطام فتجارته بائرة وصفقته خاسرة. (خط عن عائشة) رمز المصنف لضعفه وهو كما قال: ففيه ضعفا.
1216 - (اغزوا) أمر من الغزو وهو الجهاد (قزوين)، بفتح القاف وسكون الزاي وكسر الواو، وسكون التحتية مدينة عظيمة مشهورة خرج منها جماعة من العلماء، في كل فن، (فإنه) أي الغزو، أو ذلك البعد المسمى بهذا الاسم (من أعلا أبواب الجنة) قال الرافعي: يجوز رد الكناية إلى الغزو ويجوز