عمر فكأنهم فضلوا عمر على أبي بكر، فبلغ ذلك عمر فقال: والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر! وليوم من أبي بكر خير من آل عمر، لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لينطلق إلى الغار ومعه أبو بكر فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا بكر؟ ما لك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي؟ فقال: يا رسول الله! أذكر الطلب فأمشي خلفك ثم أذكر الرصد (1) فأمشي بين يديك: فقال: يا أبا بكر! لو كان شئ أحببت أن يكون بك دوني؟ قال: نعم، والذي بعثك بالحق!
ما كانت لتكون من ملمة إلا أن تكون بي دونك، فلما انتهينا إلى الغار قال أبو بكر: مكانك يا رسول الله حتى أستبرئ لك الغار فدخل واستبرأه حتى إذا كان في أعلاه ذكر أنه لم يستبرئ الجحرة فقال: مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الجحرة فدخل واستبرأ ثم قال: انزل يا رسول الله! فنزل، قال عمر: والذي نفسي بيده! لتلك الليلة خير من آل عمر (ك، ق في الدلائل) (2).