عوف تصدق بمأتي أوقية، وتصدق عمر بن الخطاب بمائة أوقية وتصدق عاصم الأنصاري بتسعين وسقا من تمر، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسول الله إني لأرى عبد الرحمن بن عوف الا قد أخبرت ما ترك لأهله شيئا، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل تركت لأهلك شيئا قال: نعم، أكثر مما أنفقت وأطيب، قال: كم؟ قال ما وعد الله ورسوله من الصدق والخير، وجاء رجل من الأنصار يقال له أبو عقيل بصاع من تمر، فتصدق به، وعمد المنافقون حين رأوا الصدقات فإذا كانت صدقة الرجل كثيرة تغامزوا به وقالوا: مرائي، وإذا تصدق الرجل بيسير من طاقته قالوا هذا أحوج إلى ما جاء به، فلما جاء أبو عقيل بصاع من تمر قال: بت ليلتي أجر بالجرير على صاعين، والله ما كان عندي من شئ غيره، وهو يعتذر وهو يستحي، فاتيت بأحدهما، وتركت الاخر لأهلي، فقال المنافقون هذا أفقر إلى صاعه من غيره، وهم في ذلك ينتظرون نصيبهم من الصدقات غنيهم وفقيرهم، فلما أزف خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا الاستئذان وشكوا شدة الحر وخافوا: زعموا الفتنة ان غزوا ويحلفون بالله على الكذب فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأذن لهم، لا يدري ما في أنفسهم وبنى طائفة منهم مسجد النفاق يرصدون به الفاسق أبا عامر، وهو عند هرقل قد لحق به وكنانة بن
(٤٢٨)