ثم أسند إلى الواقدي ثني إسحاق بن محمد عن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي يخطب عليه أم حبيبة بنت أبي سفيان وكانت تحت عبيد الله بن جحش وزوجها إياه وأصدقها النجاشي من عنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة دينار انتهى ثم أسند أيضا إلى الواقدي حدثني عبد الله بن جعفر بن عبد الواحد بن أبي عون قال لما بلغ أبا سفيان بن حرب نكاح النبي صلى الله عليه وسلم ابنته قال ذلك الفحل لا يفرع أنفه هكذا وجدته في نسخة معتمدة وهكذا وجدته في تاريخ ابن أبي خثيمة يفرع بالفاء والراء وبينه في الحاشية ووجدته في عيون الأثر يقزع ووجدته في طبقات ابن سعد بالفاء والراء كما في تاريخ ابن أبي خثيمة ثم أسند الحاكم إلى الواقدي ثني عبد الله بن عمرو بن زهير عن إسماعيل بن عمرو ابن سعيد بن العاص قال قالت أم حبيبة لما مات عبيد الله بن جحش رأيت في النوم كأن أبي يقول لي يا أم المؤمنين ففزعت وأولتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزوجني قالت فما هو إلا أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي جارية يقال لها أبرهة كانت تقوم على بناته دخلت علي فقالت إن الملك يقول لك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلي أن أزوجك منه فقلت بشرك الله بالخير ثم قامت فدفعت لها سواري من فضة وخواتيم فضة كانت في أصابع رجليها سرورا بما بشرتها وأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته فلما كان العشاء أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن هناك من المسلمين فحضروا فخطب النجاشي فقال الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار بحق حمده وأشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأنه الذي بشر به عيسى بن مريم أما بعد فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلي أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان وقد أجبته إلى ما دعا وقد أصدقتها عنه أربعمائة دينار ثم سكب الدنانير فتكلم خالد بن سعيد فقال الحمد لله أحمده أستعينه وأستنصره وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق
(٤٥٥)