لخطام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقود به وعمار بن ياسر يسوق الناقة حتى إذا كنا بالعقبة فإذا باثني عشر راكبا قد اعترضوه فيها قال فأنبهت رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم فصرخ بهم فولوا مدبرين فقال لنا (هل عرفتم القوم) قلنا لا يا رسول الله كانوا متلثمين ولكنا عرفنا الركاب قال (هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة هل عرفتم ما أرادوا) قلنا لا قال (أرادو أن أن يرجموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقبة فيلقوه بها) قالوا يا رسول الله ألا تبعث إلى عشائرهم فيبعث كل قوم برأس صاحبهم قال (لا إني أكره أن يتحدث العرب أن محمدا قاتل بقوم حتى إذا ظهره بهم أقبل عليهم بقتلهم) ثم قال (اللهم ارمهم بالدبيلة) قيل يا رسول الله وما الدبيلة قال (شهاب من نار يقع على نياط قلب أحدهم فيهلك) رواه البزار في مسنده من حديث محمد بن فضيل عن الوليد بن جميع عن أبي الطفيل عن حذيفة قال لما كان غزوة تبوك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا... إلى آخره ثم قال وقد روي عن حذيفة من غير هذا الوجه وهذا الوجه أحسنها اتصالا وأصلحها إسنادا والوليد بن جميع كانت فيه شيعية شديدة وقد احتمل أهل العلم حديثه وحدثوا عنه انتهى 560 الحديث السادس والثلاثون روي أن ثعلبة بن حاطب قال يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا فقال يا ثعلبة قليل يؤدى شكره خير من كثير لا تطيقه) فراجعه فقال والذي بعثك بالحق لئن رزقني الله مالا لأعطين كل ذي حق حقه فدعا له فاتخذ غنما فنمت كما ينمو الدود حتى ضاقت بالمدينة فنزل واديا وانقطع عن الجماعة والجمعة فسأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل كثر ماله حتى لا يسعه واد فقال (يا ويح ثعلبة) فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقين لأجل الصدقات فاستقبلهما الناس بصدقاتهم ومرا بثعلبة فسألاه الصدقة وأقرآه كتاب رسول الله الذي فيه الفرائض
(٨٤)