إلى أن قال ثم ذكر الله تعالى الذين تخلفوا واعتذروا بالباطل فقال * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) * إلى قوله * (ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون) * وذكر قبلهم من تخلف بنفاق فقال * (فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله) * إلى قوله * (جزاء بما كانوا يكسبون) * ثم ذكر أهل العذر ممن تخلف فقال * (أوليس على الضعفاء ولا على المرضى) * إلى قوله * (والله غفور رحيم) * وآية بعدها وذكر من لا عذر له ممن تخلف فقال * (إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف) * وأربع آيات يتبع بعضها بعضا وقال الجلاس بن سويد حين سمع ما أنزل الله تعالى في المخلفين والله إن كان محمد صادقا لنحن شر من الحمير فقال له عامر بن قيس الأنصاري وهو ابن عمه والله إن محمدا لصادق ولأنتم شر من الحمير ويلك تخلفت عن رسول الله ونافقت وانطلق عامر فأخبر رسول الله بما قال الجلاس فأرسل إليه فحلف بالله ما تكلم به فقال عامر اللهم أنزل على رسولك بيان شأننا فأنزل الله * (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا) * إلى قوله * (من ولي ولا نصير) * وتاب الجلاس مما قال واعترف بذنبه مختصر وذكره ابن هشام في السيرة من قول ابن إسحاق في كلام طويل وفي آخره قال ابن إسحاق وزعموا أنه تاب وحسنت توبته ورواه عبد الرزاق في مصنفه وكذلك رواه ابن سعد في الطبقات أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه... فذكره أخبرنا ابن جريح عن هشام بن عروة عن أبيه قال كانت أم عمير بن سعيد عند الجلاس بن سويد فقال الجلاس في غزوة تبوك إن كان ما يقول محمد حقا فنحن شر من الحمير... إلى آخر لفظ البيهقي وكذلك رواه الطبري من قول عروة وفي آخره إنه تاب وحسنت توبته وذكره الثعلبي ثم البغوي في تفسيريهما من قول الكلبي بلفظ المصنف وسندهما إليه في أول كتابيهما
(٨٢)