وثالثها علي أفضل الخلائق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يجوز إمامة المفضول مع وجود الفاضل وسيأتي ذلك تقريرا وجوابا ورابعها نفي أهلية الإمامة عن أبي بكر لوجوه الأول أنه كان ظالما وقال تعالى * (لا ينال عهدي الظالمين) * بيان كونه ظالما أنه كان كافرا قبل البعثة وقد قال تعالى * (والكافرون هم الظالمون) * فحصر الظلم الكامل في الكافر وأيضا فمنع أبو بكر فاطمة إرثها لفدك وهي قرية بخيبر كانت للنبي صلى الله عليه وسلم ومات عنها وقد كانت فاطمة مستحقة لنصفها لأنه قال تعالى * (وإن كانت واحدة فلها النصف) * وأيضا فاطمة معصومة لقوله تعالى * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) * في معرض الامتنان والتعظيم فوجب أن ينتفي عنهم الرجس بالكلية لأن انتفاء بعضه يشاركهم فيه غيرهم ولقوله صلى الله عليه وسلم (فاطمة بضعة مني) وأنه صلى الله عليه وسلم معصوم فكذا بضعته فتكون فاطمة صادقة في دعواها الإرث لأن الكذب عمدا رجس ينافي العصمة وكذلك الخطأ فيه قلنا شرائط الإمامة ما تقدم وكان أبو بكر مستجمعا لها يدل عليه كتب السير والتواريخ ولا نسلم كونه ظالما قولهم كان كافرا قبل البعثة تقدم الكلام فيه حيث قلنا الظالم من ارتكب معصية تسقط العدالة بلا توبة وإصلاح فمن آمن عند البعثة وأصلح حاله لا يكون ظالما قولهم خالف الآية في منع الإرث قلنا لمعارضتها بقوله صلى الله عليه وسلم (نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة) فإن قيل لا بد لكم من بيان حجية ذلك الحديث الذي هو من قبيل الآحاد ومن بيان ترجيحه على الآية
(٦٠٧)