الثاني جاء الإيمان مقرونا بالعمل الصالح في غير موضع من الكتاب نحو * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات) * فدل على التغاير الثالث أنه قرن بضد العمل الصالح نحو * (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) * ومنه مفهوم قوله " الذي آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " فإن قيل فلم لا تجعلونه التصديق باللسان فإن أهل اللغة لا يعلمون من التصديق إلا ذلك قلنا لو فرض عدم وضع صدقت لمعنى أو وضعه لمعنى غير التصديق لم يكن المتلفظ به مصدقا قطعا فالتصديق إما معنى هذه اللفظة أو هذه اللفظة لدلالتها على معناها فيجب الجزم بعلم العقلاء ضرورة بالتصديق القلبي ويؤيده قوله تعالى * (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين) * وقوله * (قالت الأعراب آمنا) * الآية احتج الكرامية بأنه تواتر أن الرسول والصحابة والتابعين كانوا يقنعون بالكلمتين ممن أتى بهما لا يستفسرون عن علمه وعمله فيحكمون بإيمانه بمجرد الكلمتين الجواب معارضته بالإجماع على أن المنافق كافر وبنحو قوله * (قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا) * ولا نزاع في أنه يسمى إيمانا لغة وأنه يترتب عليه أحكام الإيمان ظاهرا وإنما النزاع فيما بينه وبين الله ثم نقول
(٥٢٩)