من حيث لا يحتسب) فإنه بدون لفظ مخرجا من بحر المتقارب على وزن فعولن فعولن فعولن فعل ومنه قوله * (وأملي لهم إن كيدي متين) * ونحو قوله * (ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين) * فإنه إذا أشبع كسرة الميم في ويخزهم وفتحة النون في مؤمنين كان موزونا بلا شبهة سيما أي وفي القرآن ما هو شعر لا سيما إذا تصرف فيه بأدنى تغيير فإنه يوجد فيه شيء كثير على أوزان بحور الأشعار الثاني إن فيه كذبا إذ قال " ما فرطنا في الكتاب من شيء " وقال * (ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) * ولا شك أنه لا يشتمل القرآن على أكثر العلوم من المسائل الأصولية والطبيعية والرياضية والطبية ولا على الحوادث اليومية فلا يكون كلامه هذا مطابقا للواقع الثالث إن فيه اختلافا بالصحة وعدمها إذ فيه اللحن نحو * (إن هذان لساحران) * قال عثمان حين عرض عليه المصحف إن فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنتهم الرابع فيه تكرار لفظي بلا فائدة كما في سورة الرحمن وفيه تكرار معنوي كقصة موسى وعيسى كذلك وفيه إيضاح الواضح نحو * (تلك عشرة كاملة) * وأي خلل أعظم من الكلام الغير المفيد الخامس إنه نفى عنه الاختلاف حيث قال * (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) * في معرض الاحتجاج بعدم الاختلاف فيه على كونه من عند الله ثم أنا نجد فيه اختلافا كثيرا فلا يكون هذا
(٣٩٥)