الدنيا وأول قدم من الآخرة تأمرني ان أعمر. وروى ابن سعد في الطبقات ان الحسن بن علي رأى في المنام كان مكتوبا بين عينيه: قل هو الله أحد فاستبشر أهل بيته بذلك فبلغ سعيد بن المسيب فقال: ان صدقت رؤياه فما بقي من أجله الا قليل فمات (رض) بعد ذلك بأيام (1) وجزع (رض) عند الموت فقال: له الحسين يا أخي ما هذا الجزع إنك ترد على رسول الله (ص) وعلى علي وهما أبواك وعلى خديجة وفاطمة وهما أماك وعلى القاسم والطاهر وهما خالاك وعلى حمزة وجعفر وهما عماك فقال له: يا أخي أني أدخل في أمر من أمر الله لم أدخل في مثله قط وأرمي خلقا من خلق الله لم أر مثله قط فهيج الحسين (رض) بالبكاء فجعل يبكي معه. وفي رواية أنه قال: يا أخي ألست أقدم على هول عظيم وخطب جسيم لم أقدم على مثله ولست أدري أتصير نفسي إلى النار فأعزيها أم إلى الجنة فأهنيها.
روى فايد مولى عبادل أن عبد الله بن علي أخبره وغيره ممن مضى من أهل بيته أن الحسن بن علي أصابه بطن فلما عزيه وعرف بنفسه الموت أرسل إلى عايشة أن تأذن له ان يدفن مع رسول الله (ص) فقال: نعم حبا وكرامة، وكان قد بقي موضع قبر فقال الحسن: لأخيه إذا أنا مت فاطلب ذلك إليها فاني لا أدري لعل ذلك كان منها حياءا فان طابت نفسها فادفني في بيتها. ما أظن القوم (يعني بني أمية) الا سيمنعونك إذا أردت