1261)، وأبي الحجاج يوسف البياسي (ت 653 / 1256).
فتوجه هو إلى تونس بعد أن عرج على بجاية في سنة 637 / 1239، فاستكتبه أبو زكريا الحفصي مدة ثم غضب عليه ونفاه إلى بجاية حيث رآه فيها ابن سعيد المغربي وقال عنه: " وهو الان بها عاطل من الرتب خال من حلى الأدب، مشتغل بالتصنيف في فنونه، مثقل منه بواجبه ومسنونه " (1).
واستعتب ابن الأبار الأمير الحفصي فأعتبه، ثم علا صيته واشتهر مع المستنصر الحفصي. غير أن الصراع بين الأندلسيين المهاجرين وبالبلديين، واعتداد ابن الأبار بنفسه، وأنفته وسرعة غضبه وضيق خلقه، كانت عوامل أدت إلى اتهام ابن الأبار، فيما يبدو، بتهديد السلطان والاشتراك مع آخرين ضد الدولة. وما وجد عنده من هجاء للمستنصر اتخذ دليلا، فضرب بالسياط وقتل ضربا بالرماح، وأحرقوا شلوه ومصنفاته في 658 / 1260.
إن ذلك العصر المضطرب الذي ساده القلق قد أثر في إنتاج الأدباء والمفكرين أبلغ تأثير. وابن الأبار لم يكن بدعا في ذلك، وإنتاجه خير شاهد على ذلك. ودرر السمط خير ما يصور مأساة العصر وابن الأبار الأندلسي البلنسي الفقيه الأديب الكاتب السياسي الذي شهد استشهاد وطنه وعاش هو أسير خوف على المصير. فهل أدى ذلك إلى تشيع ابن الأبار وأضرابه؟
.