والصغير شغفا به وحرصا عليه إلى منتهى عمره " (1). وحسب المرء في هذا التقديم الإشارة إلى أبرز شيوخه في العلوم التي برع فيها وصنف. لقد أخذ الفقه والحديث والشروط عن أبي عبد الله محمد بن أيوب بن نوح السرقسطي (ت 608 / 1212)، ومحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي زاهر (ت 634 / 1237). وأخذ الحديث والتاريخ عن أبي الخطاب أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن واجب القيسي (ت 614 / 1217).
وأخذ التاريخ أيضا عن أبي سليمان داود بن سليمان بن حوط الله الأنصاري (625 / 1227). وأخذ النحو والأدب عن محمد بن محمد بن سليمان بن محمد بن عبد العزيز الأنصاري (ت 610 / 1213)، وعن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم البكري (ت 628 / 1230)، وأبي عامر نذير بن وهب بن لب بن عبد الملك بن نذير الفهري (ت 636 / 1238)، وأبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن مطروح القيسي (ت 635 / 1237).
وكان أبو الربيع سليمان بن موسى بن سالم بن حسان الحميدي الكلاعي (ت 524 / 1227) أكبر شيوخه وأكثرهم تأثيرا في حياته. يقول ابن عبد الملك عن صلة ابن الأبار بابن سالم هذا: " واحتذى به ولازمه أزيد من عشرين سنة " (2). لقد برع الكلاعي في الحديث والتاريخ والأدب والبلاغة وإنشاء الرسائل