لو كان مهتديا لقال مبادرا فأجلها منها مقيم الأدين ولبعض الأدباء يعد رفيع القوم من كان عالما وإن لم يكن في قومه بحسيب وإن حل أرضا عاش فيها بعلمه وما عالم في بلدة بغريب وفي حكمة داود عليه السلام العلم في الصدر كالمصباح في البيت وقيل لبعض حكماء الأوائل أي الأشياء ينبغي للعالم أن يقتبسها قال الأشياء التي إذا غرقت سفينته سبحت معه يعني العلم وقال غيره منهم من اتخذ العلم لجاما اتخذه الناس إماما ومن عرف بالحكمة لا حظته العيون بالوقار قال عبد الملك بن مروان لبنيه يا بني تعلموا العلم فإن استغنيتم كان لكم كمالا وإن افتقرتم كان لكم مالا وعن أبي الدرداء أنه قال يرزق الله العلم السعداء ويحرمه الأشقياء وفي رواية كميل بن زياد النخعي عن علي عليه السلام قال العلم خير من المال لأن المال تحرسه والعلم يحرسك والمال تفنيه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق والعلم حاكم والمال محكوم عليه مات خزان المال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وآثارهم في القلوب موجودة قال أبو عمر من قول علي هذا أخذ سابق البربري قوله والله أعلم موت التقى حياة لا انقطاع لها قد مات قوم وهم في الناس أحياء قال إسماعيل بن جعفر بن سليم الهاشمي عجبت لمن لم يكتب العلم كيف تدعوه نفسه إلى مكرمة وأنشدنا أبو القاسم محمد بن نصر بن حامد الدوهي الكاتب لنفسه في أبيات ذوات عدد إنما العلم منحة ليس في ذا منازع هو للنفس لذة وهو للقدر رافع يعرف الناس ربه وهو ميت وشاسع فضل الناس كلهم فأضل فيه بارع وقال آخر لا بارك الله في قوم إذا سمعوا ذا اللب ينطق بالأمثال والحكم
(٥٧)