يراد الله عز وجل بشيء أفضل من طلب العلم وما طلب العلم في زمان أفضل منه اليوم وحدثاني قالا نا أحمد بن سعبد نا إسحاق بن إبراهيم نا محمد بن علي بن مروان نا محمد بن السابق نا زائدة عن هشام عن الحسن قال إن كان الرجل ليصيب الباب من أبواب العلم فينتفع به فيكون خيرا له من الدنيا لو جعلها في الآخرة قال أبو عمر حسبك بقوله لو جعلها في الآخرة وحدثاني قالا حدثنا أحمد بن سعيد نا إسحاق بن إبراهيم نا محمد بن علي حدثني عبد الله بن الضحاك أن عبد الرزاق قال سمعت سفين يقول لرجل من العرب ويحكم اطلبوا العلم فإني أخاف أن يخرج العلم من عندكم فيصير إلى غيركم فتذلون أطلبوا العلم فإنه شرف في الدنيا وشرف في الآخرة قال وحدثنا محمد بن علي قال سمعت خالد بن خداش البغدادي ثقة قال ودعت مالك بن أنس فقلت يا أبا عبد الله أوصني فقل عليك بتقوى الله في السر والعلانية والنصح لكل مسلم وكتابة العلم من عند أهله أنشدني أبو بكر قاسم بن مروان الوراق لنفسه مالي بقيت وأهل العلم قد ذهبوا عنا وراحوا إلى الرحمن وانقلبوا أصبحت بعدهم شيخا أخا كبر كالسلك تعتادني الأسقام والوصب صحبتهم وزمام الطرف يجمعنا دهرا دهير فزانوا كل من صحبوا في قصيدة طويلة يذكر قوما من فقهاء قرطبة سلفوا رحمهم الله وفي شعره ذلك والعلم زين وتشريف لصاحبه أتت إلينا بذا الأنباء والكتب والعلم يرفع أقواما بلاحسب فكيف من كان ذا علم له حسب فاطلب بعلمك وجه الله محتسبا فما سوى العم فهو اللهو واللعب ولي معارضة لقول القائل وهو أبو حاطب وإذا طلبت من العلوم أجلها فأجلها منها مقيم الألسن العلم يرفع كل بيت هين والفقه يجمل باللبيب الدين والحر يكرم بالوقار وبالنهي والمرء تحقره إذا لم يرزن فإذا طلبت من العلوم أجلها فأجلها عند التقى المؤمن علم الديانة وهو أرفعها لدى كل امريء متيقظ متدين هذا الصحيح ولا مقاله جاهل فأجلها منها مقيم الألسن
(٥٦)